1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

واشنطن: الضربات الانتقامية في العراق وسوريا "بداية وستستمر"

٣ فبراير ٢٠٢٤

استهدفت ضربات أمريكية مواقع فصائل مسلحة موالية لإيران في العراق وسوريا، في عملية أكد الرئيس بايدن أنها "ستستمرّ"، وشدد وزير دفاعه أنها "بداية الرد" على مقتل جنود أمريكيين في الأردن، فيما أدانتها كل من بغداد ودمشق وطهران.

https://p.dw.com/p/4c0HV
 جون كيربي: المقاتلات الأميركيّة استهدفت في المجموع 85 هدفًا في سبعة مواقع مختلفة
جون كيربي: المقاتلات الأميركيّة استهدفت في المجموع 85 هدفًا في سبعة مواقع مختلفة صورة من: picture alliance/Anadolu

أعلنت الولايات المتحدة الجمعة (الثاني من شباط/فبراير 2024) أنها شنّت "بنجاح" ضربات انتقاميّة استهدفت في كلّ من العراق وسوريا قوّات إيرانيّة ومجموعات موالية لطهران، في وقت حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أنّ هذه الضربات "ستستمرّ".

وقال بايدن في بيان "ردّنا بدأ اليوم. وسيستمرّ في الأوقات والأماكن التي نختارها". وأضاف أنّ "الولايات المتحدة لا تسعى إلى نزاع في الشرق الأوسط أو في أيّ مكان آخر في العالم. ولكن فليعلم جميع من قد يسعون إلى إلحاق الأذى بنا: إذا ألحقتُم الضرر بأمريكيّ، فسنردّ".

وأكّدت القيادة العسكريّة الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم) شنّ غارات جوّية في العراق وسوريا ضدّ فصائل موالية لطهران وقوّات لفيلق القدس، الوحدة الموكلة العمليات الخارجيّة في الحرس الثوري الإيراني. وجاء في بيان سنتكوم أنّ القوّات ضربت أكثر من 85 هدفا في العراق وسوريا بينها مراكز قيادة وتحكّم واستخبارات وكذلك مرافق لتخزين الصواريخ والمسيّرات.

وكان الرئيس الديموقراطي قد حضر في وقت سابق الجمعة، بقاعدة في شمال شرق الولايات المتحدة، المراسم الرسميّة لإعادة جثامين ثلاثة جنود أمريكيين قتِلوا الأحد الماضي بالأردن، في هجوم نسبته واشنطن إلى مجموعات تدعمها إيران. وأعادت طائرة نقل عسكريّة من طراز C-5 رماديّة الجثث في "صناديق نقل" لفّت بالعلم الأمريكي.

وقال البيت الأبيض إنّ الضربات الأمريكية التي شُنّت الجمعة في العراق وسوريا استمرّت نحو ثلاثين دقيقة وكانت "ناجحة"، مكرّرا أنّه لا يريد "حربًا" مع إيران. وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنّ العمليّة شاركت فيها مُقاتلات عدّة، بما فيها قاذفات بعيدة المدى.

وقال البنتاغون إنّ العمليّة الأمريكية استهدفت مراكز قيادة واستخبارات وبنية تحتيّة لتخزين طائرات بلا طيّار وصواريخ "مكّنت من شنّ هجمات ضدّ القوّات الأمريكية وقوّات التحالف".

وقال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للصحافة إنّ المقاتلات الأمريكية المُشاركة في هذه العمليّة التي استهدفت في المجموع 85 هدفًا في سبعة مواقع مختلفة (3 في العراق و4 في سوريا)، قد أطلقت "أكثر من 125 ذخيرة دقيقة التوجيه في نحو ثلاثين دقيقة". وشدّد كيربي على "أنّنا لا نريد أن نرى هجوما آخَر على مواقع أو جنود أمريكيين في المنطقة"، في إشارة إلى الهجوم على قوات بلاده في الأردن.

وقُتل في سوريا 18 مقاتلًا موالين لإيران على الأقلّ في هذه الضربات، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. 

كما استهدفت الضربات الأمريكية ليل الجمعة السبت مواقع فصائل مسلّحة موالية لإيران في غرب العراق، خصوصا في منطقة القائم الواقعة عند الحدود مع سوريا المُجاورة، وفق ما قال مصدران أمنيّان عراقيّان لوكالة فرانس برس.

وأسفرت هذه الضربات عن 16 قتيلا بينهم مدنيون و25 جريحا في "عدوان أمريكي جديد" على سيادة العراق، حسب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني. وكانت مصادر أمنية أفادت وكالة فرانس برس أن الضربات خلفت 18 قتيلا هم 15 مقاتلا في فصائل مسلحة وثلاثة مدنيين.

وقال البيت الأبيض إنّ الولايات المتحدة أبلغت الحكومة العراقيّة قبل تنفيذ الضربات الانتقاميّة الجمعة، في حين ندّدت بغداد بالغارات الجوّية باعتبارها "انتهاكًا" لسيادتها،  لكن المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي نفى ذلك، متهما واشنطن بـ"التدليس وتزييف الحقائق، عبر الإعلان عن تنسيق مُسبق لارتكاب هذا العدوان، وهو ادعاء كاذب".

أوستن: "هذه بداية ردنا"

ومن جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي ، لويد أوستن، بعد الضربات "هذه بداية ردنا. لقد أصدر الرئيس إجراءات إضافية لمحاسبة الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له على هجماتهم على القوات الأمريكية وقوات التحالف. سوف يتكشف ذلك في الأوقات والأماكن التي نختارها".

و شدد أوستن من جانبه على أن بلاده لا تسعى للصراع في الشرق الأوسط، لكن الهجمات على امريكا لن تمر بدون رد. واختتم قائلا "سوف نتخذ جميع الإجراءات الضرورية للدفاع عن الولايات المتحدة وقواتنا ومصالحنا".

كيف ردت طهران بغداد ودمشق؟

قال المتحدّث العسكري باسم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني فجر السبت بأنّ "هذه الضربات (الأمريكية) تُعدّ خرقًا للسيادة العراقيّة وتقويضًا لجهود الحكومة العراقيّة وتهديدًا يجرّ العراق والمنطقة إلى ما لا تُحمد عقباه، ونتائجه ستكون وخيمة على الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة".

وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان بأنها ستقوم باستدعاء القائم بأعمال السفارة الأمريكية "لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية بشأن الاعتداء الأمريكي".

ومن طرفها، قالت دمشق السبت إن "الاحتلال الأمريكي" لأجزاء من سوريا "لا يمكن أن يستمر". ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بيانا لوزارة الدفاع  أفاد بمقتل "عدد من المدنيين والعسكرين وإصابة آخرين بجروح وأضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة". وأضاف البيان أن "احتلال القوات الأمريكية لأجزاء من الأراضي السورية لا يمكن أن يستمر"، مؤكداً استمرار القوات السورية في حربها "ضد الإرهاب حتى القضاء عليه" وتحرير كامل الأراضي "من كل ارهاب واحتلال".

من جانبها نددت إيران بشدة بالضربات الأمريكية ووصفتها بأنها "انتهاكات لسيادة العراق وسوريا ووحدة أراضيهما". وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان إن "هجوم الليلة الفائتة هو مغامرة وخطأ استراتيجي آخر من جانب الأمريكيين، سيؤدي فقط الى تصعيد التوترات وعدم الاستقرار في المنطقة"، من دون أن يوضح ما إذا كان إيرانيون قد قتلوا في هذه الضربات.

خ.س/ع.ج.م (أ ف ب، د ب أ، رويترز)